...:::::: حارة الاشباح ::::::...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

...:::::: حارة الاشباح ::::::...


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين الادب وقلة الادب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شبحة 2008
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
شبحة 2008


انثى عدد الرسائل : 270
الأقامه: : الحوطه
رقم العضويه : 4
مزآجي : بين الادب وقلة الادب 3210
الأحترام :
بين الادب وقلة الادب Left_bar_bleue200 / 100200 / 100بين الادب وقلة الادب Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 24/11/2007

بين الادب وقلة الادب Empty
مُساهمةموضوع: بين الادب وقلة الادب   بين الادب وقلة الادب Icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2008 8:25 pm

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي

عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع

على تلك التحية،

وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا

يسمع صوتا لذلك الرجل،

وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن

الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،

إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا:

لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي

بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية، فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

فقال صاحبنا: لا ،

قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب،

وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية،

فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

قال: نعم،

قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية، فأعاد

صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب،


ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن ما يجب أن نؤمن به أن

خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن

هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو

المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ،

ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به،

وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،

ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار فإن ألقينا على السم سما

زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها اشتعالا،

صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أ

مثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه

فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين

الصواب والخطأ، ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال

حين سأله:

يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟

فقال: لا إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله،

اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.


لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ مع

أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية

البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ

بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا،

ويبقى السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نعلمهم الأدب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
عبدالله


ذكر عدد الرسائل : 190
الأقامه: : منتهيه
رقم العضويه : 1
مزآجي : بين الادب وقلة الادب Uiacai10
الأحترام :
بين الادب وقلة الادب Left_bar_bleue200 / 100200 / 100بين الادب وقلة الادب Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 20/11/2007

بين الادب وقلة الادب Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الادب وقلة الادب   بين الادب وقلة الادب Icon_minitimeالأحد يناير 20, 2008 10:39 pm

للأسف الشديد...


لا هذا ولاذاك ... فالحالة الشائعة أو السائدة هي "أُعَلِّمُهُ الأدب"، أو كما يقول

الشاعر عمرو بن كلثوم:

ألا لا يجهلن أحدٌ علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا






والأمر لا يتعلق بإلقاء السلام أو رده فحسب، بل بعموم التعامل مع الآخرين،

فالمبدأ القرآني هو حجتنا عندما يعتدي أحدٌ علينا "السن بالسن"، ونضيف

فوقها "والبادئ أظلم"، وكأننا نسينا قوله تعالى:"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه

سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا"، أو قوله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ

بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".

أمورٌ كثيرة في مجتمعنا بعيدة كل البعد عن الإسلام، فمن قطعنا قطعناه، ومن أساء

إلينا ضاعفنا الإساءة له، ومن اختلف معنا قاطعناه، فباتت القلوب مشحونة ضد

بعضنا، ونبرر دائماً لأنفسنا، هم من بدأ الخطأ وهم من بدأ الإساءة والقطيعة،

وكرامتنا تأبى أن نعفو لهم، أو أن نصل رحمنا، أو أن نصفح.


نحناج لنفس طويل وصبر عظيم لكي نعلمهم الأدب ولكن أين الصبر ونحن بشر ؟


فالآية تقول:
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ

كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ


ولكن التساؤل والذي يحمله الكثير "أين الصبر"، والعطف حول كوننا بشرٌ، فيه شيء من التهاون والتثابط في أنفسنا

البشرية التي تعتقد خطئاً أو بشكل نسبيٍ بأن بعض التكاليف الشرعية والأخلاقية صعبةٌ ولا يحظى بها إلا المعصومين، أو

العرفانيين أو من بلغوا المقامات العلياً، بينما التكاليف نحن مطالبون بها، نظن بأن الوصول لحالة أخلاقية هي من باب

المثالية، بينما هي أمرٌ واقعي حققه ولا يزال الكثير.

وللأسف ما يحيل بيننا وبين أن نصل إلى ما نتمناه من حالات نعتبرها مثالية هو التثابط النفسي، والتهيب من وصول قمة

الجبل، لكون الطريق وعرةٌ وفيها الكثير من المخاطر، وأغلب ذلك يكمن في سلوك النفس للراحة والبعد عن المشقة وتحمل

الآلام والتضحية بما نعزه ونعتز به وهذا هو أصل المشكلة.

وأكبر مثال.. على التضحية والجود بالنفس لا لأجل إصلاحها فحسب، بل لإصلاح الدين، هو ما قام به سيد الشهداء عليه

السلام، ببذل النفس من أجل الدين! وأي صبرٍ هو صبره، إذ يقول سلام الله عليه:


إن كان دين محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني


نعم.. هناك من يجاهد لإصلاح نفسه، وهناك من يجاهد لإصلاح مجتمعه، وهناك من يجاهد لإصلاح الدين، ومدرسة أهل

البيت "عليهم السلام" وواقعة الطف تعلمنا الكثير من دروس التضحية والصفح والتحول من الجنبة الخاطئة إلى الجنبة

الصحيحة، ولا أدل من قوة النفس وعنفوانها وإذلالها من موقف الحر بن يزيد الرياحي والذي قدم لنا وعلمنا أبلغ صورة من

صور الخروج من النار ودخول الجنة، بتحوله عن معسكر الظلم والبغي إلى معسر النور والحق المبين، ولو حللنا موقف

الحر لرأينا أن نفسه تنازعه بين جنةٍ ونار، وهو من قادة جيش ابن زياد، والدنيا تحيط به، فاختار الجنة، بخلاف عمر بن

سعد الذي وقفت نفسه وأهله وماله أمامه سداً منيعاً عن أن يُصلح نفسه، فرمى بكل عقيدته ودينه واختار دنياه، فخسر دينه
ودنياه.



مأجورين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين الادب وقلة الادب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
...:::::: حارة الاشباح ::::::... :: الـــمـــنـــــتــــدى :: الــــــمــــــنـــــتـــــديـــــــــات :: °•.¸¸.•° منتديات الأشباح العامه °•.¸¸.•° :: الـــمـــواضـــيـــع الـــعـــامـــة-
انتقل الى: