ابو خالد رجل في منتصف الأربعينات من عمره ،، متزوج ولديه من الذرية .. أربع بنات
هاجر وليلى و ربى وسعاد .. وبالتأكيد كان يطمح أن ينضم ( خالد ) الى هذا الرباعي .. ليتحقق حلمه الذي كلما تقدم به العمر .. يكاد يتيقن ان الحلم يتـبخر ..!!
كعادة من هم حوله في مجتمعه .. كان يدعو بالولد .. ويتمنى الولد .. ويردد على مسامع زوجته .. اريد ابنا ً يحمل اسمي .. اعتمد عليه .. يخرج معي الى الصلاة .. يساعدني وقتما احتاج اليه ..
وظلّ ابو خالد مع ذلك الحلم .. ما ينفكّ يردده
ابو خالد لا يزال يتذكر ذلك الموقف حينما كانت زوجته حاملا ً بسعاد .. وحينما ذهب الى المستشفى .. وقد بشّروه بمولودته الجميلة والتي اتفق هو و ( همّه ) على تسميتها " سعاد " !! لعلها تجلب السعادة .. في قادم الأيام ..
كان بدلا ً من أن يقول لزوجته .. حمدا ً لله على السلامة ...
قال لها ,, ان كتب الله لنا مولودا ً بعد هذه ... فإما الولد .. وإما الطلاق !!
وظلت الأم المسكينة ومن بعد سماع تلك الجمله المشروطة بإنجاب الإبن .. في حالة يرثى لها ,, فهي تعلم أنه إما الابن .. واما الانفصال .. والطلاق .. والتشتت ...!!!
مرت الأيام .. والأيام .. حتى كتب الله لأم خالد الحمل ..
فذهبت الى زوجها تبشره ...
- انا حامل
- مبروك .. إما الولد وإما
- الطلاق .. وخلف هذه الكلمة ... مليون دمعة متحجرة خلف عينيها ..!!
مسكينة أم خالد .. كانت دائما ً تحاول ان تستلطفه بكلام دافىء جدا ً وان ما يكتبه الله هو ما سيحدث .. وانها لا شأن لها فيما تلد ..!! ولو كان لها مقدار ذرة من شأن ... لأنجبت خالد بدلا ً من هاجر .. ابنتها البكر ..!! والتي تلاها ليلى و ربى ثم اخيراً سعاد ..
كان رفقاء ابو خالد .. هم المقص الحاد الذي يقطع قناعة ابو خالد بتفكير ومنطق زوجته .. حينما تقول له بأنه لا شأن لها فيما تنجب !!
ويحنما يذكر ذلك لزملاءه .. ينطق الجهل من افواههم ...
طلقها .. طلقها يا ابن الحلال .. الى متى وانت تحتري خالد .....!!
مرت الأيام والأيام .. وحان موعد ولادة أم خالد .. أو ( أم هاجر )
وبعد ان تمت الولادة بنجاح .. تساءلت ام هاجر .. بصوت يسبقه شهقة تحدد مستقبلها التي لا تعرفه ..
- ماذا ..؟؟؟
فأجابت الدكتورة ... مبروك بنت احلى من القمر
بكت أم هاجر .. وقالت للدكتورة بأن هذه البنت هي ورقة طلاقي ...!!!
تعجبت الدكتورة من هكذا منطق ..!! بتعجب قالت : كيف ...؟؟
فأخبرتها ام هاجر .. بأن زوجها اخبرها انها ان وضعت .. فإما الولد وإما الطلاق ..!!
ردت الدكتورة بصوت ملئه القهر ... سأسعى جاهدة لإحتواء هذه المشكلة ...!!
خرجت من الغرفة .. وهي ترقب دمعة الزوجة المسكينة على خدها .. واطراف سبّابتها تمسح دمعاتها ..
ثم توجهت الى الزوج .. وهي تعلم انه يريد الولد ..
فقالت له ... مبروك مبروك .. ولد
لم يصدق ما سمع .. كان فرحا ً جدا .. واطلق العنان لتفكيره .. ليعيش مع خالد ... خالد الذي تمنى ان يراه قبل نحو 20 سنة ..!! ولكن لا مشكلة .. المهم انه أتــــى ..
لم يقطع تفكيره ذلك سوى صوت الدكتورة .. انتظر هنا سآتي بالولد , حتى تراه ..
انتظر الزوج .. وكانت الثواني ابطأ بكثير مما كان يظن ..!!
دخلت الدكتورة الى غرفة المواليد .. وأحضرت ابنا ً خلقه الله بإعاقات شديدة في الشكل ..!
وقدمته اليه ... هذا هو ابنك
فنظر اليه ..... ثم بكى !!
وقال .... الحمد لله على كل حال
دخل الى زوجته ... وكانت تنظر اليه نظرة الشفقة .. وكأن نظرتها تقول ( ارجوك ) ..!! وهي لا تعلم بما قامت به الدكتورة من خطة لتخفيف مصاب الزوج بالإبنة .....!!!
فقال لها ... حمدا ً لله على سلامتك ,, واخذ يهنئها بسلامتها .. بعد ان قدم لها باقة من الورد !!
امتلأت عينا أم هاجر بالتعجب ..!! هل هذا هو زوجي فعلا ً ...؟! وهل هذه هي ردة فعله .. ؟؟ ما الذي يجري ..!!
دخلت الدكتورة .. وهي تحمل مولودتهما الصغيرة .. وقدمتها الى أبو خالد ..
وقالت ... لقد رزقك الله بإبنة جميلة .. سليمه من كل اذى .. فاحمد الله على هذه النعمة ... واعلم بأن هذه الابنة تريد ان تتربي في عزكما ...
فنظر الأب الى ابنته الصغيرة الجملية .. وقبـّلها .. وحمد الله على ان رزقه بهذه المولودة الجميلة ..
وعاشت ( جميلة ) مع والديها حياة هانئه .. وسعيدة ..
* أما آن لتلك العقول .. أن تـنـقرض ....؟؟!!